الآن وقتك،
الآن وقتك، لا داعي للإنتظار.وإلى متى تربع بنفسك و أنت مكتوف الأيدي، ولا تصرف بصرك عن هذه الفرصة السانحة عبثا، ولا تربح شيئا بهذ الجلوس المكسل، سيصيبك بالصدئ، هيا انهض قبل أن تصير مصابا بهذا المرض الذي ندر علاجه و كثر فجاجه
قد فتح الله لك أبواب الدنيا ورحبك اليها بكل سعة، غمدك بالنعمة و شيد قصور ذهنك بالشهامة، رغم كل هذه النعم قد أيدك الله بمنة عظيمة لا تقابل بغيرها، ربما تكون غافلا عن قيمتها
هي الوقت، لا يمكنك إعادتها بأي مجهودات، ستكون ضائعة إن بذلتها لإعادتها،واحذر عن الأمر
دعني أن أخبرك بمرض يصيبك ويصيبني أحيانا، دواء مرض المذكور موجود في صيدلية قلوبنا، لكن بعضا من الأفكار الرديئة تصير حيلولة أمامنا لأن نعالج به
المرض هو المماطلة
بالنسبه إلى الانسان كثير من المسؤوليات معلقة على عاتقه إن لم يكن شخصا بارزا في المجتمع أو إن لم يلعب دورا هاما في مناصب المجتمع ولابد عليه أن يكمل مسؤوليات العبودية بغير فترة وينبغي له أن يكون حذرا من إصبابة هذا المرض في أموره الدينية التي تحسن دنياه،ربما تجعل المماطلة الإنسان رهينا حقا
لننظر إلى صنف من المماطلة، في النظرة الأولى نفشل بتضمينه في صنف المماطلة و بإعادة النظر فيها سنعترف به بإذن الله
عندما نسير طول الأيام في هذا المجتمع المميز بتنوع المخلوقات و الإنسان مثل الصحيح والسقيم والشقي والسعيد، أحيانا نرى بعضا من الملصقات أو الدعايات التي تطلب مساعدة المالية نحو علاج الفقراء أو إلى المبادرات العلمية
وينبغ زلال الشفقة في صخور القلوب، أو نجده مستعدا، فتقتحم جيش أفكار الرديئة حصن قلوبنا ويستحوذ عليه و يجعله أسيرا عندهم، ويجبر قلوبنا أن يقول مثلما يقول هذا الجيش الجرار هو هكذا: وكانت من وسعك هذه المساعدة إن كنت غنيا، ولكن انظر إلى حالك، لا تعرف أنت بنفسك كيف تحصل نفقة الأيام، يمكنك المساعدة في أيام يسارك، لا ترتكب الخطأ
في الحق هذه فكرة خاطئة، أنك تملك مالا وتفكر ستكون عندي كثيرا من الحاجات في الأيام القادمة، إن أتصدق بمالي الآن سوف يجدني الناس فقيرا، وهذا النوع من طلب المساعدة تخص الأغنياء قبولها، ولكن لا تغفل عن غناك الذي منحك الله، لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منعه
ربما تزل الأفكار عن الصراط المستقيم، ونقع في فخ الوساوس والبلبلة، والمذكور نوع من المماطلة التي تسحبك من فعل الخير وتدفعك إلى إبقاءه إلى وقت ما
لنفتش صنفا آخرا من هذه، وهذا ينتج من الخوف من الفشل، دع نفسك تفشل، تفشل بعد أن نفشل بل لا تخسر ستربح بفشلك هذا، و ما وصل أحد إلى هدفه بدون السقط, احفظ هذا الكلام في صدرك،
انظر الى الصغير الذي يحاول للمشي ويسعى ليخطو قدمه بكل الثقة ، ولكن ماذا يحصل؟ كم مراة ينحدر كالحجارة ويهوى مرة تلو أخرى، بل هل يترك السعي، وأخيرا يصل إلى غايته يوما ما والابتسام راقصة في شفرة شفتيه، ونبصره ماشيا ثم نراه راكضاوعلينا أن نأخد المثال من دروس الطبيعة
ولنا أن نلاحظ معالجة المماطلة، وكيفية مقاومة هذا المرض الرديء، و طرق مكافحته، وعلينا أن نعقمه ونرتدي الكمامة لأن لا نصيب من فيروسه، المعالجة تكون بمعرفة قيمة الوقت و الفرص و ترشيد استهلاكهما وهو البلسم الوحيد المتاح لمعالجة هذا المرض
No comments:
Post a Comment