قيامة أرطغرل: مسلسل أسر قلوب الملايين ‏

قيامة أرطغرل: مسلسل أسر قلوب الملايين 

     قيامة أرطغرل، مسلسل تاريخي تركي يمتد في مائة وخمسين حلقة من خلال خمسة مواسم. قد حقق المسلسل نجاحا هائلا في عرض صور ومشاهد المدن التراثية بما فيها أناضول وأنطاكيا وحلب وما جرى فيها من الأحداث التاريخية في القرن الثالث عشر الميلادي بشكل أكثر إبداعا وروعة. وطيلة هذه المواسم، المنتج 'محمد بوزداغ' يحاول ليسرد قصة انتصار العالم الإسلامي على القوات الصليبية والمغولية بينما كانت الدولة العباسية على وشك الهلاك  وشد الصليبيون والمغول مآزرهم من أجل الاستغلال على الاضطرابات المنتشرة في العالم الإسلامي.

الموسم الأول يدور حول اتصال قبيلة قايي من أتراك الأوغوز المسلمين الملك العزيز من الدولة الأيوبية طلبا لوطن جديد في حلب مقابل خدمة المحاربين القايين للدولة وكان ذلك لما أصيبوا من الجدب والقحط. وهذه الحركة باستيطان وطن جديد في حلب قد ساعدت القبيلة  في إنشاء وتأسيس الدولة العثمانية فيما بعد. ويعرض المسلسل بين هذه المشاهد صراعات أرطغرل ومحاربيه مع الصليبين من فرسان المعبد والفتح على قلعتهم.

ويتناول الموسم الثاني عن هجوم المغوليين على قبيلة قايي في طريقهم باحثين لأرض جديدة وعما عاناه السيد أرطغرل من عدة أنواع التعذيب المؤلمة للغاية عندما وقع أسيرا لقائد المغول بايجو نويان. وبعد أن تعرضت قبيلة قايي لهجوم المغوليين وفات كل ما عندهم، التجؤوا إلى قبيلة إخوانهم دودرغا. ونفس الوقت، أرطغرل بعد أن نجا من قبضة المغوليين، قتل أعداءه خارج القبيلة والخائنين داخلها واحدا تلو آخر. ومن ثم، يزور الأراضي البيزنطية الغريبة ويقوم بتخطيط الهجرة إليها. وبغض النظر عن إنذار إخوته بأنه قرار خاطئ، يستمر أرطغرل في محاولته ويهاجر مع فئة قليلة من قبيلته. ولو اشمأزت أم هيماه من قرار أرطغرل أولا، لكن اضطرت أخيرا لتلازمه على حسب اقتراح زوجه المتوفى سليمان شاه في المنام.

ويتحدث الموسم الثالث عن الأحداث المتولدة في موطنهم الجديد وعن علاقاتهم مع قبيلة تشافدار في حدود الدولة السلجوقية مع الدولة البيزنطية. وبعد عدة محاولات، يستولى أرطغرل على سوق الخان والذى كان تحت سيطرة فرسان المعبد من الصليبين.

وفي الموسم الرابع يتمكن أرطغرل من الاستيلاء على  قلعة كاراجا حصار من الصليبيين. ويقوم الأمير سعد الدين كوبيك بالمحاولات لاغتيال السلطان علاء الدين كيقباد طمعا للسلطنة ونجح فيها لما توفي السلطان مسمما. ولما انكشفت للسلطان الجديد غياث الدين حقيقة الأمر ومكائد سعد الدين كوبيك يقوم بإصدار أمره بقتل سعدالدين ويولى هذه المهمة لأرطغرل. وفي نهاية الموسم الرابع، تهاجر قبيلة قايي إلى مدينة سوغوت التى وهبها السلطان علاء الدين لأرطغرل من قبل.

وفي الموسم الخامس والأخير، أرطغرل لايزال يستمر في محاولاته للتخلص من فخاخ الصليبين الذين تسللوا إلى مدينة سوغوت ومن المغول الذين سيطروا على الدولة السلجوقية. وهكذا يتم القضاء على دراغوس طارق الأجراس والقادة المغوليين مثل ألباستي وألينجاك وأريكبوغا. وينتهى المسلسل بمشهد انطلاق أرطغرل مع محاربيه إلى المعركة الكبرى من أجل إنقاذ الأناضول من ظلم المغول.

الغازي أرطغرل بن سليمان شاه كان أحد أعضاء قبيلة قايي وسيدها بعد وفاة أبيه سليمان شاه. وكان سليمان شاه يحث ابنه أرطغرل على تأسيس دولة وخلافة تعمل على أساس قواعد الإسلام وتصبح مأوى للمظلومين. وكان أرطغرل يبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف السامي لكن وافته المنية قبل أن يشهد ماله كان يسعى وكان ذلك سنة ١٢٨٠. وقام ابنه عثمان بتأسيس الدولة العثمانية.

ومع كل هذا ، الرئيس الحالي لتركيا 'رجب طيب أردوغان' قد تحقق ما كان يستهدفه من مسلسل كهذا من تنشأة جيل متيقظ متوع عن تاريخهم القديم وتراثهم العريق. ومن حيث إن المسلسل يحتوي على عدة عناصر تثير المشاعر القومية والوطنية، هناك من يلصق اللوم عليه بأن المسلسل من إحدى أدواته التي استخدمها لتسويق سياساته ولكسب الشعبية من قبل المواطنين. ولو سلمنا بأن هذه خطة خطيرة للغاية لكنه ليس كمن يقومون بتشويه الحقائق التاريخية في سبيل تحقيق أغراضهم.